** من تــرك شي لله عــوضه خيــر منه **

ان الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا , من يهديه الله فلا مضل له ,. و من يضلل فلا هادى له , و اشهد ان لا اله وحده لا شريك له , و اشهد ان محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه و سلم
*اما بعد...
*فان للشهوات سلطانا علي النفوس, و استيلاء و تمكنا فى القلوب, و من استعان به اعانه: "و من يتوكل على الله فهو حسبه"
* ولا ينافى التقوى ميل الانسان بطبعه الى الشهوات . اذا كان لا يغشها , و يجاهد نفسه على بغضها , بل ان ذلك من الجهاد و من صميم التقوى , ثم ان من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .
*و العوض من الله انواع مختلفة , و اجل ما ييعوض به:
الانس بالله, و محبته و و طمأنينه القلب بذكره , و قوته, و نشاطه و رضاه عن ربه مع ما يلقاه من جزاء فى هذه الدنيا و مع ما ينتظره من الجزاء الاوفى فى العقبى
نماذج لامور من تركها لله عوضه خيرا منها :
1- من ترك مسألة الناس , و رجاهم , و اراقة ماء الوجه امامهم و علق رجاءه بالله دون سواه, عوضه خيرا مما ترك... فرزقه حريه القلب , و عزه النفس, و الاستغناء عن الناس " فمن يتصبر يصبره الله , و من يستعفف يعفه الله"
2- ومن ترك الاعتراض على قدر الله , فسلم امره لربه فى الامور كلها , رزقه اللهالرضا و اليقين و اراه من حسن العاقبة ما لا يخطر له ببال
3-و من ترك الذهاب العرافين و السحرة رزقه الله الصبر و صدق التوكل و تحقق التوحيد
4- و من ترك التكالب على الدنيا جمع الله له امره و جعل غناه فى قلبه, و اتته الدنيا و هى راغمة.
5- من ترك الخوف من غير الله , و افرد الله وحده بالخوف سلم من الاوهام, و امنه الله من كل شئ, فصارت مخافه امنا و بردا و سلاما.
6- ومن ترك الكذب, و لزم الصدق فيما يأتى و يذر, هدى اللى البر و كان عند الله صديقا , و رزق لسان صدق بين الناس فسودوه, و اكرموه , و اصاخوا السمع لقوله.
7-و من ترك المراء و ان كان محقا ضمن له بيت فى ربض الجنة, و سلم من شر اللجاج و الخصومة, و حافظ على صفاء قلبه, و أمن من كشف عيوبه.
8- و من ترك الغش فى البيع و الشراء زادت ثقة الناس به , و كثر أقبالهم على سعته.
9- و من ترك الربا و كسب الخبيث بارك الله فى رزقه, و فتح له ابواب الخيرات و البركات.
10- من ترك النظر الى المحرم عوضه الله فراسة صادقة, و نولرا و جلاء و لذة يجدها فى قلبه.
11- و من ترك البخل , و اثر التكرم و السخاء احبه الناس و اقترب من الله و من الجنة, و سلم من الهم و الغم و ضيق الصدر, و ترقى فى مدارج الكمال و مراتب الفضيلة " فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "التغابن (16)
12- و من ترك الكبر و لزم التواضع كمل سؤدده , و علا قدره, و تناهى فضله, و قال صلى الله عليه و سلم " و من يوق تواضع لله رفعه"
13- من ترك المنام و دفأه و لذته و قام يصلى لله عز و جل عوضه الله فرحا و نشاطا و أنسا.
14- من ترك التدخين , و كافة المسكرات و المخدرات اعانه الله و امده بألطاف من عنده, و عوضه صحة و سعادة حقيقية, و لا تلك السعادة الوهمية العابرة
15- من ترك الانتقام و التشفى مع قدرته على ذلك, عوضه الله انشراحا فى الصدر و فرحا فى القلب , ففى العفو من الطمأنينة و السكينة و الحلاوة و شرف النفس, و عزها و ترفعها ما ليس شئ منه فى المقابلة و الانتقام.
*قال صلى الله عليه و سلم : " ما زاد الله عبدا الا عزا"
16_ من ترك صحبة السوء التى يظن ان بها منتهى انسه عوضه الله اصحابا ابرار , يجد عندهم المتعة و الفائدة, و ينال من جراء مصاحبتهم ومعاشرتهم خيرى الدنيا و الاخرة
17 من ترك كثرة الطعام سلم من البطنة و سائر الامراض, لان من اكل كثيرا شرب كثيرا, فنام كثيرا فخسر كثيرا
18- من ترك المماطلة فى الدين اعانه الله و سدد عنه بل كان حقا على الله عونه
19- من ترك الغضب حفظ على نفسه عزتها و كرامتها , و نأى بهاعن ذل الاعتذار و مغبة الندم و دخل فى زمرة المتقين * جاء رجل الى الرسول صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله اوصنى! قال : " لا تغضب" رواه البخارى.
" و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس " آل عمران 134
20- ومن ترك الوقيعة فى اعراض الناس و التعرض لعيوبهم و مغامزتهم عوض بالسلامة من شرهم , و رزق التبصر فى نفسه
* و قال الشافعى رحمه الله:
المرء ان كان مؤمنا ورعا اشغله عن عيوب الورى ورعه
كما السقيم العليل اشغله عن وجع الناس كلهم وجعه
21- من ترك مجالراة السفهاء و اعرض عن الجاهلين حمى عرضه , و اراح نفسه, و سلم من سماع ما يؤذيه " خذ العفو و امر بالعرف و اعرض عن الجاهلين" الاعراف 199
22- من ترك الحسد سلم من اضراره المتنوعة فالحسد داء عضال , و سم قتال و مسلك شائن, و خلق لئيم, و ومن لؤم الحسد انه موكل بالادنى فالادنى من الاقارب, و الاكفاء , و الخلطاء و المعارف, و الاخوان.
* قال بعض الحكماء : "ما رايت ظالما اشبه بمظلوم من الحسود, نفس دائم ,و هم لازم , و قلب هائم.
23- من سلم من سوء الظن بالناس سلم من التشوش القلب و اشتغال الفكر , فأساءة الظن تفسد المودة, و تجلب الهم و الكدر, و لهذا حذرنا الله منها فقال" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ " الحجرات(12) 24- من اطرح الدعة و الكسل و اقبل على الجد و العمل علت همته, و بورك له فى وقته, فنال الخير الكثير فى الزمن اليسير
ومن هجر اللذات نال المنى و من أكب على اللذات عض على اليد
25- من ترك تطلب الشهرة و حب الظهور رفع الله ذكره, و نشر فضله و اتته الشهرة تجرر أذيالها.
26- من ترك العقوق فكان برا بوالديه, رضى الله عنه و رزقه الله الاولاد الابرار, و ادخله الجنة فى الاخرة, و ادخله الجنة فى الاخرة
27- قطيعة ارحامه, فوصلهم, و تودد اليهم, و اتقى الله فيهم , بسط الله له رزقه, و نسأ له فى اثره, و لا يزال معه ظهير من الله ما دام على تلك الصلة
28- من ترك العشق و قطع اسبابه التى تمده , و تجرع غصص الهجلر و نار البعاد فى بدايه امره, و اقبل على الله بكليته, رزق السلو , و عزة النفس, و سلم من اللوعة و الذلة و الاسر, و ملئ قلبه حرية و محبة للهعز و جل, تلك المحبة التى تلم شعث القلب, و تسد خلته, و تشبع جوعته, و تغنيه من فقره, فالقلب لا يسر و لا يفلح, و لا يطيب و لا يسكن, و لا يطمئن الا بعبادة ربه, و حبه, و الانابة اليه.
29- من ترك العبوس و التقطيب و اتصف بالبشر و الطلاقة لانت عريكته, و رقت حواشيه, و كثر محبوه, و قل شانوؤه
**قال صلى الله عليه و سلم: " تبسمك فى وجه اخيك صدقة" اخرجه الترمذى
**قال ابن العقيل الحنبلى: اليشر مؤنس للعقول, و من دواعى القبول و العبوس ضده
**و بالجملة فمن ترك شيئا لله عوضه خيرا منه. فالجزاء من جنس العمل " فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ " الزلزلة(7)
وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " الزلزلة (
يتبع بمثال جليا على من ترك شيئا لله عوضه خيرا منه
قريبااااا